مقدمة :
امتد العصر العباسي من (132ه -656ه) ،فقد قامت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية ن وتطور الأدب واتسعت مجالاته ومقاييسه ، فقد برز هنالك تحولات ميزت هذا العصر عن العصور الأخرى ، ومنها :
1- في هذا العصر الذهبي الذي أخذت فيه الحضارة العربية تنزع إلى الترف ولها كل مقوماتها ، نشأت أكثر العلوم الإسلامية والعربية وبدا تدوينها ، ونقل إلى العربية ما نقل من اللغات الأخرى من علوم اليونان والفرس والهند .
2- اخذ الشعر والنثر يتحولان إلى فن وصناعة بعد أن كانا طبع وسليقة .
3- تأثر الذوق الفطري بالعناصر الثقافية الأجنبية ، وتحول من وق مثقف ثقافة ، إلى ثقافة علمية .(1)
4- ومن أهم الأمور قام علما ورواة الأشعار ، بجمع وتدوين الكثير من اللغة وأشعار الجاهليين والإسلاميين ، كما جمعوا ما نقل إليهم من لغات أخرى مثل : اليونان والفرس والهند .
ومن أشهرهم قتادة بن دعامة ( 117ه) ،وأبو عمرو بن العلاء (154ه) .(2)
التدوين في العصر العباسي :
أما صناعة الورق في العراق وما لها فالراجع أنها بدأت في مدينة سمرقند التي
فتحها العرب سنة (87ه) . وأما متى بدأت هذه الصناعة فيها فتشير المصادر إلى الواقعة التي جرت بين العرب بقيادة زياد بن صال ، وبين أمراء الترك وحلفائهم الصينيين ،كان فيهم من يعرف صنعه ( الورق ) ، فاتخذها ، ثم كثرت حتى صارت متجرا لأهل سمرقند ، فمنها يحمل إلى سائر البلاد .
وقد أصبح الورق معروفا على نطاق واسع ، في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ، فقد أمر أن لايكتب الناس إلا في الكاغد ، لان الجلود ونحوها تقبل المحو والإعادة فتقبل التزوير ، بخلاف الورق .
وهكذا ظلت القراطيس المصرية تملا الأسواق ، وتستخدم في الكتابة على نطاق واسع ، منذ عهد معاوية بن أبي سفيان ، إلى مابعد عهد المنصور العباسي ، إلى أن حل الورق السمرقندي ثم البغدادي محلها ، لصفاته الجيدة فغمر الأسواق .(1)
أختكم ديما ....