عرض كتاب الكامل في الأدب
سمعت من أفواه الكثير أن كتاب الكامل لابو العباس المبرد ( 286 هـ ) ، من أمهات الكتب في الأدب العربي ، ويعد من موروثه القيّم ، لما يحوي من معلومات قيمة ، وأسلوب موسوعي ثقافي ، فتوجهت إلى هذا الكتاب لأرى حقيقة ذلك بأم عيناي ، وقبل ذلك كان ولابد أن أعود إلى عدة معاجم مثل : معجم الأدباء لياقوت الحموي لأتعرف أكثر على صاحب هذا الكتاب ، فتوصلت إلى أن المبرد يحظى بمكانة مرموقة في تاريخ الأدب العربي ، لما خلّفه لنا من مؤلفات البعض منها طبع والبعض الآخر لم يطبع ، ثم رجعت إلى كتاب الكامل الذي يتكون من أربعة أجزاء ، وكل جزء يضم بين دفتيه أشكالا مختلفة من الثقافة العربية والأدبية والإخبارية والتاريخية واللغوية والنحوية والقرآنية ، وهنا كان ولابد أن نشير إلى أن كتاب الكامل في الأدب ، طبع عدة مرات أولها كان في ألمانيا ثم في اسطنبول ، وكانت أجود الطبعات في مصر بتحقيق إبراهيم أبو الفضل عام 1927م ، وقد عني بشرحه والتعليق عليه سيد المرصفي فاسماه 0 رغبة الآمل من كتاب الكامل ، في ثمانية مجلدات .
خطوات قراءتي :
عدت إلى مقدمة كتاب الكامل وقرأتها عدة مرات ، فهو يلخص منهج كتابه ويقدمه للقارئ وهدفه ومحتواه من خلال هذه الكلمات المختصرة ( هذا كتاب ألفناه يجمع ضروبا مختلفة من الآداب ، مابين كلام منثور ، وشعر مرصوف ، ومثل سائر ، وموعظة بالغة ، واختيار من خطبة شريفة ، ورسالة بليغة . أما عن منهجه فألخصه بما يأتي :
- يضم قدر كبير من الآيات القرآنية مع تفسيرها تفسير واضحا ، ومقدمة أيضا وشواهد نحوية ولغوية وهي منتخبة من 112 سورة .
- يضم عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الإسناد وأيضا يستشهد بها .
- يحتوي على عدد كبير من أمثال العرب تساوي 75 مثلا مع ذكر أصل المثل والمناسبة .
- الكتاب مليء بأجزائه الأربعة بنماذج من خطب العرب في مختلف العصور حتى العصر الذي عاش فيه ، من جاهلية وخطب الرسول عليه السلام والخلفاء الراشدين وملوك بني أمية زعماء الخوارج ، وبعض ملوك بنو العباس ، فهو قريب من منهج الجاحظ .
- أكثر من أخبار الحكماء مع ذكر أقوالهم وقد حرص على تكرار هذا الموضوع تحت عنوان ( نبذ من أخبار الحكماء) على مدى صفحات الكتاب .
- اهتم بالشعر والشعراء اهتمام كثير ، فيورد الكثير من أخبار الشعراء ونماذج من أشعارهم وأحيانا يركز على شاعر بعينه وموضوع بعينه ، فمن المديح للهجاء للرثاء ، للفخر ، للرثاء ومن الشعراء الذين أولاه اهتمامه الفرزدق ، وأبو العتاهية، وأبي النواس، ودعبل ،وبشار وأيضا ذكر شاعرات مثل : الخنساء وليلى الاخليلة .
- اهتم على طول صفحاته اهتمام بالغ في البلاغة العربية بضروبها جميعا ، ويقدم ذلك مستشهدا بأمثلة وشواهد لشعراء قدامى ومحدثين .
- اهتم بالنحو ويعالج مواضيع النحو عن طريق تناول موضوع بعينه أو عن طريق الإعراب
- الكتاب مليء بالأخبار الأدبية والتاريخية والوثائق من نطاق المعرفة الإسلامية والعربية مثل : الرسائل والأخبار وأقوال الصحابة .
يكثر من القضايا اللغوية درسا وتناولا وشواهد في مختلف أنحاء الكتاب .
- مليء بالطرائف الشعرية والعامة والخاصة ، وأيضا بالأخبار القصيرة المليئة بالحكمة الفريدة في غرابتها .
النتائج :
- كتاب الكامل يعد موسوعة ضمت العديد من الأخبار الأدبية والتاريخية بين دفتيها .
- يريد المبرد أن يقدم لنا من خلال مقدمته الرسالة التي يوجهها للقارئ ، والهدف منها .
- يستخدم المبرد أساليب مشابهة للجاحظ مثل الفكاهة والاستطراد وعدم تحديده لمنهج معين غير أن كتاب الكامل أضيق أفقيا من كتاب الجاحظ .
- يتميز كتاب الكامل عن غيره من الكتب بالصبغة اللغوية والنحوية وهذا ما يجعله زاوية مهمة من زوايا التراث العربي .
أتمنى أن تكونوا قد استفدتم
أختكم ديما .