منتدى ديما الثقافي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافي ابداعي فيه الثقافة والمرح والتسلية واستيعاب الابداع والنقد البناء والحوار الهادف

عرض لكتاب البيان والتبين للجاحظ I_logo10

    عرض لكتاب البيان والتبين للجاحظ

    ديما
    ديما
    المديرة ديما
    المديرة ديما


    عدد المساهمات : 27
    نقاط : 1039
    تاريخ التسجيل : 17/09/2010
    العمر : 37
    الموقع : الأردن

    عرض لكتاب البيان والتبين للجاحظ Empty عرض لكتاب البيان والتبين للجاحظ

    مُساهمة من طرف ديما الثلاثاء يوليو 19, 2011 8:57 pm

    عرض كتاب البيان والتبيين / للجاحظ ( ت 255هـ )


    نظرا لاهتمامي بمؤلفات الجاحظ ، توجهت إلى المكتبة لأرى حقيقة القول الذي يجعل من الجاحظ موسوعيا .



    وعندما ذهبتُ إلى المكتبة ، وجدتُ كثرة المؤلفات التي كتبتْ عن الجاحظ ، فعمدتُ إلى كتابٍ من كتبه وهو كتاب " البيان والتبيين" ، الذي جذبني في عنوانه قبل أي شيء ، إذ يحملُ هذا العنوان التضاد على حقيقته ، وسألتُ نفسي : لماذا البيان مع التبيين؟



    والدافع الأكبر الذي دفعني لاختيار هذا الكتاب دون غيره من مؤلفات الجاحظ هو قول ابن خلدون في مقدمة تاريخه على علم الأدب فقال : " وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي : أدب الكاتب لابن قتيبة ، وكتاب الكامل للمبرد ، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي ، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وخروج عنها " .



    فأيقنتُ أنه لا بد لكل طالب أدب أن يقرأ هذه الكتب الأربعة ، فقررت البدء بكتاب البيان والتبيين ، فاستعرته وجلستُ برفقته أربعة أيام .



    لا بد من الإشارة إلى أن كتاب البيان والتبيين طبع أكثر من طبعة ، وكان آخرها طبعة بتحقيق عبد السلام هارون ، في أربعة أجزاء ، صدرت عن مكتبة الخانجي بالقاهرة 1948م – 1950م ، وهذه الطبعة هي التي اعتمدتها .



    خطوات القراءة



    عدتُ إلى مؤلفات كتبتْ عن حياة الجاحظ وثقافته وهي كثيرة ، لأتعرف إلى الشخصية العلمية للجاحظ ، ومن أهم هذه المؤلفات معجم البلدان لياقوت الحموي ، وكتاب الدكتور أحمد الطويلي ، الذي ألف كتابا أسماه أبو عثمان الجاحظ ( دراسة ومنتخبات ) .



    فقد توصلتُ إلى أن الجاحظ يحظى بمكانة مرموقة في تاريخ الآداب العربية ، فهو علمٌ شامخٌ من أعلام الثقافة العربية ، وأديب موسوعي ،خلّفَ العدد العديد من الكتب والرسائل والتصانيف المختلفة التي تحوي فوائد أدبية وتاريخية ، لها قيمة تاريخية .



    ثمّ عدتُ إلى مقدمة الجاحظ في كتابه وقرأتها مراتٍ وأخرى ، فقد عرض فيها بعض آراء العلماء في كتاب البيان والتبيين ، وتاريخ تأليفه ، والاختيارات التي جمعها في كتابه ، ونسخ الكتاب ، إضافة إلى وصف المخطوطات والطبعات السابقة.



    وأوضح لنا سبب تأليفه للكتاب ، فقد كان تعصبا للعرب وفصاحتهم وبيانهم ، فهو في مضمونه وغايته في الدفاع عن البيان العربي في مختلف مظاهره ، فقد تحدث فيه عن الألفاظ وفصاحتها ، والأفكار والأساليب ، وتناسب اللفظ والمعنى ، كما ملأ الجاحظ كتابه بالأخبار والنوادر والطرائف ، والشعر وشواهد القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، والخطب ، والأمثال ، وغيرها للدفاع عن ما ذهب إليه ، مما جعل من الكتاب موسوعة أدبية تمثل ثقافة الجاحظ التي أحاطت بمعارف عصره .



    ثمّ تابعت قراءة الكتاب في في مباحثه المختلفة ، ومن هذه المباحث : البيان والبلاغة ، والقواعد البلاغية ، والقول في مذهب الوسط ، والخطابة ، والشعر ، والأسجاع ، ونماذج من الوصايا والرسائل ، وطائفة من كلام النّساك والقصاص وأخبارهم ، وضروب من الاختيارات البلاغية.



    وفي أثناء قراءتي للكتاب لاحظت أن الجاحظ لم يتقيد بمنهج محكم ، بل يعتمد على الاستطراد والانتقال من موضوع إلى آخر ، ثم العودة إلى ما أسلف من قبل ، مشيّعا جوا من الفكاهة المحببة ، والجاحظ واعٍ بما يصنع ويدافع عن طريقة التأليف التي اختارها قائلا : " قد يجري السبب فيجري معه بقدر ما يكون تنشيطا لقارئ الكتاب ، لأن خروجه من الباب إذا طال لبعض الكلام ، كان أروح على قلبه ، وأزيد في نشاطه " .



    وقد كان من نتيجة هذه الطريقة في تأليف الكتاب أنّ بعض فصوله جاءت كالاستدراك على أبواب سبقت في الكتاب ، ويعزو بعضهم ذلك إلى عدم توافر المصادر بين يدي المؤلف خلال عملية الكتابة ، مما اضطره إلى حشر المواد التي تيسرت له فيما بعد .



    كما لاحظتُ أيضا الاضطراب عند الجاحظ في ترتيب فصول كتابه ، فقد ترك بعض الفصول دون عنوان ، وأتت بعض الفصول متناثرة ، وكان من المنهجي وضعها تحت عنوان كبير يجمع بينها .



    فكان كتابه خاليا من الترتيب والتنظيم والتقسيم ، فأتت المسائل مبثوثة بالكتاب ، متفرقة فيه ، منتشرة هنا وهناك ، مما دفع أبا الهلال العسكري (ت395) إلى تأليف كتابه " الصناعتين " لسدّ هذا الخلل فقال في مقدمة كتابه مشيرا إلى كتاب الجاحظ :



    " إن الإبانة عن حدود البلاغة وأقسام البيان والفصاحة مبثوثة ومنتشرة في أثنائه ، فهي ضالة بين الأمثلة ، لا توجد إلاّ بالتّأمل الطويل والتّصفح الكثير " .



    فالبلاغة عند الجاحظ تختلط تارة بالخطابة وأخرى بالإيجاز والإطناب ، وأحيانا هي الفهم والإفهام ومرّات هي المعنى ، ومطابقة الكلام لمقتضى الحال ومراعاة المقام.



    وبعد ذلك عدتُ إلى مصادر الدراسة الأدبية التي تحدثت عن هذا الكتاب فكانت كثيرة ، منها مناهج التأليف عند العلماء العرب لمصطفى الشكعة ، والمكتبة العربية ومنهج البحث للدكتور محمد رضوان الداية ، فقد تحدثت عن الكتاب وفصوله ، وبعض المآخذ على طريقة ترتيبه للفصول .



    واتضح لي بعد قراءتي لفصول الكتاب ، أنه سماه البيان : " أي ظهور المعاني القائمة في النفس بوساطة إحدى الدلالات أو الوسائل التعبيرية ، والتبيين أي : قدرة الإنسان على الإيضاح عن أفكاره وإظهارها بوضوح .



    نتائج البحث



    كانت المقدمة منذ الكلمة الأولى شاملة وافية ، تكشف شخصية الجاحظ العلمية ، وتكشف عمق العبارة عنده ، فالجملة تحمل بعدا سطحيا ، وأبعادا أخرى هي التي يريدها الجاحظ .



    أما في الفصول فقد أثبتت هذه الفصول موسعية المعرفة عند الجاحظ ، والذي أكّد هذا الأمر الاستطراد الذي تميز به أسلوب الجاحظ .



    ويكاد الكتاب أن يكون مؤلفا في البيان مستقلا ، سرد فيه الجاحظ إلى جانب آرائه في النقد آراء أدباء عصره وعلمائه ، وفيه من الخطب والأشعار والأمثال والنوادر مختار جليل شديد الصلة بقضايا البيان وموضوعاته .



    وتوصلت إلى أن مفهوم البلاغة عند الجاحظ : أن يكون الكلام خاليا من الألفاظ الوعرة الغريبة والمعقدة ، وأن يكون الكلام مطابقا لمقتضى الحال ، ومناسبا للمقام ، وأن يكون مصيبا للغرض من حيث الإفهام والإيضاح أو إقناع الخصم وإفحامه .







    أختكم ديما .......

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 20, 2024 12:18 am